شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

قصة التحكيم ثم ظهور أمر الخوارج

صفحة 222 - الجزء 2

  فقاتل كل على وجهه ... يقحمه الجد والحده

  فإن تقبلوها ففيها البقاء ... وأمن الفريقين والبلده

  وإن تدفعوها ففيها الفناء ... وكل بلاء إلى مده

  فحتى متى مخض هذا السقاء ... ولا بد أن تخرج الزبده

  ثلاثة رهط هم أهلها ... وإن يسكتوا تخمد الوقده

  سعيد بن قيس وكبش العراق ... وذاك المسود من كنده

  قال فأما المسود من كندة وهو الأشعث فإنه لم يرض بالسكوت بل كان من أعظم الناس قولا في إطفاء الحرب والركون إلى الموادعة وأما كبش العراق وهو الأشتر فلم يكن يرى إلا الحرب ولكنه سكت على مضض وأما سعيد بن قيس فكان تارة هكذا وتارة هكذا.

  وذكر ابن ديزيل الهمداني في كتاب صفين قال خرج عبد الرحمن بن خالد بن الوليد ومعه لواء معاوية فارتجز فخرج إليه جارية بن قدامة السعدي فارتجز أيضا مجيبا له ثم اطعنا فلم يصنعا شيئا وانصرف كل واحد منهما عن صاحبه فقال عمرو بن العاص لعبد الرحمن اقحم يا ابن سيف الله فتقدم عبد الرحمن بلوائه وتقدم أصحابه فأقبل علي # على الأشتر فقال له قد بلغ لواء معاوية حيث