شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

سعة الصدر وما ورد في ذلك من حكايات

صفحة 416 - الجزء 18

  ١٨٥ - وَقَالَ # وَا عَجَبَا أَنْ تَكُونَ اَلْخِلاَفَةُ بِالصَّحَابَةِ وَلاَ تَكُونَ وَا عَجَبَاهُ أَ تَكُونُ اَلْخِلاَفَةُ بِالصَّحَابَةِ وَاَلْقَرَابَةِ قال الرضي ¦ وقد روي له شعر قريب من هذا المعنى وهو:

  فإن كنت بالشورى ملكت أمورهم ... فكيف بهذا والمشيرون غيب

  وإن كنت بالقربى حججت خصيمهم ... فغيرك أولى بالنبي وأقرب

  حديثه # في النثر والنظم المذكورين مع أبي بكر وعمر أما النثر فإلى عمر توجيهه لأن أبا بكر لما قال لعمر امدد يدك قال له عمر أنت صاحب رسول الله في المواطن كلها شدتها ورخائها فامدد أنت يدك فقال علي # إذا احتججت لاستحقاقه الأمر بصحبته إياه في المواطن كلها فهلا سلمت الأمر إلى من قد شركه في ذلك وزاد عليه بالقرابة وأما النظم فموجه إلى أبي بكر لأن أبا بكر حاج الأنصار في السقيفة فقال نحن عترة رسول الله ÷ وبيضته التي تفقأت عنه فلما بويع احتج على الناس بالبيعة وأنها صدرت عن أهل الحل والعقد فقال علي # أما احتجاجك على الأنصار بأنك من بيضة رسول الله ÷ ومن قومه فغيرك أقرب نسبا منك إليه وأما احتجاجك بالاختيار ورضا الجماعة بك فقد كان قوم من جملة الصحابة غائبين لم يحضروا العقد فكيف يثبت.

  واعلم أن الكلام في هذا تتضمنه كتب أصحابنا في الإمامة ولهم عن هذا القول أجوبة ليس هذا موضع ذكرها.