شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

سعة الصدر وما ورد في ذلك من حكايات

صفحة 8 - الجزء 19

  لكلابها على جيفها والمكذب لمواعيدها والمتيقظ لخدعها والمعرض عن لمعها والعامل في إمهالها والمتزود قبل إعجالها.

  قوله تنتضل النضل شيء يرمى ويروى تبادره أي تتبادره والغرض الهدف.

  والنهب المال المنهوب غنيمة وجمعه نهاب.

  وقد سبق تفسير قوله لا ينال العبد نعمة إلا بفراق أخرى وقلنا إن الذي حصلت له لذة الجماع حال ما هي حاصلة له لا بد أن يكون مفارقا لذة الأكل والشرب وكذلك من يأكل ويشرب يكون مفارقا حال أكله وشربه لذة الركض على الخيل في طلب الصيد ونحو ذلك.

  قوله فنحن أعوان المنون لأنا نأكل ونشرب ونجامع ونركب الخيل والإبل ونتصرف في الحاجات والمآرب والموت إنما يكون بأحد هذه الأسباب إما من أخلاط تحدثها المآكل والمشارب أو من سقطة يسقط الإنسان من دابة هو راكبها أو من ضعف يلحقه من الجماع المفرط أو لمصادمات واصطكاكات تصيبه عند تصرفه في مآربه وحركته وسعيه ونحو ذلك فكأنا نحن أعنا الموت على أنفسنا.

  قوله نصب الحتوف يروى بالرفع والنصب فمن رفع فهو خبر المبتدإ ومن نصبه جعله ظرفا