سعة الصدر وما ورد في ذلك من حكايات
  فإن نتنها وكراهتها والتأذي بها عند الموت أشد بل هذه الحال في الدنيا مشاهدة فإن من نهبت داره وأخذ أهله وولده وماله تكون مصيبته وألمه وتفجعه في الذي فقد بمقدار لذته به وحبه له وحرصه عليه فكل ما كان في الوجود أشهى وألذ فهو عند الفقد أدهى وأمر ولا معنى للموت إلا فقد ما في الدنيا.
  وقد روي أن النبي ÷ قال للضحاك بن سفيان الكلابي ألست تؤتى بطعامك وقد قزح وملح ثم تشرب عليه اللبن والماء قال بلى قال فإلى ما ذا يصير قال إلى ما قد علمت يا رسول الله قال فإن الله ø ضرب مثل الدنيا بما يصير إليه طعام ابن آدم وروى أبي بن كعب أن رسول الله ÷ قال إن أنت ضربت مثلا لابن آدم فانظر ما يخرج من ابن آدم وإن كان قزحه وملحه إلى ما ذا صار وقال الحسن | قد رأيتهم يطيبونه بالطيب والأفاويه ثم يرمونه حيث رأيتم قال الله ø {فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ ٢٤}[عبس: ٢٤] قال ابن عباس إلى رجيعه.
  وقال رجل لابن عمر إني أريد أن أسألك وأستحيي فقال لا تستحي وسل قال إذا قضى أحدنا حاجته فقام هل ينظر إلى ذلك منه فقال نعم إن الملك يقول له انظر هذا ما بخلت به انظر إلى ما ذا صار