شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

سعة الصدر وما ورد في ذلك من حكايات

صفحة 18 - الجزء 19

  ١٩٥ - وَقَالَ # فِي صِفَةِ اَلْغَوْغَاءِ هُمُ اَلَّذِينَ إِذَا اِجْتَمَعُوا غَلَبُوا وَإِذَا تَفَرَّقُوا لَمْ يُعْرَفُوا وَقِيلَ بَلْ قَالَ # هُمُ اَلَّذِينَ إِذَا اِجْتَمَعُوا ضَرُّوا وَإِذَا تَفَرَّقُوا نَفَعُوا فَقِيلَ قَدْ عَرَفْنَا عَلِمْنَا مَضَرَّةَ اِجْتِمَاعِهِمْ فَمَا مَنْفَعَةُ اِفْتِرَاقِهِمْ فَقَالَ # يَرْجِعُ أَصْحَابُ أَهْلُ اَلْمِهَنِ إِلَى مِهْنَتِهِمْ مِهَنِهِمْ فَيَنْتَفِعُ اَلنَّاسُ بِهِمْ كَرُجُوعِ اَلْبَنَّاءِ إِلَى بِنَائِهِ وَاَلنَّسَّاجِ إِلَى مَنْسَجِهِ وَاَلْخَبَّازِ إِلَى مَخْبَزِهِ كان الحسن إذا ذكر الغوغاء وأهل السوق قال قتلة الأنبياء وكان يقال العامة كالبحر إذا هاج أهلك راكبه وقال بعضهم لا تسبوا الغوغاء فإنهم يطفئون الحريق وينقذون الغريق ويسدون البثوق.

  وقال شيخنا أبو عثمان الغاغة والباغة والحاكة كأنهم أعذار عام واحد ألا ترى أنك لا تجد أبدا في كل بلدة وفي كل عصر هؤلاء بمقدار واحد وجهة واحدة من السخف والنقص والخمول والغباوة وكان المأمون يقول كل شر وظلم في العالم