شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

سعة الصدر وما ورد في ذلك من حكايات

صفحة 28 - الجزء 19

  ٢٠٤ - وَقَالَ # مَنْ حَاسَبَ نَفْسَهُ رَبِحَ وَمَنْ غَفَلَ عَنْهَا خَسِرَ وَمَنْ خَافَ أَمِنَ وَمَنِ اِعْتَبَرَ أَبْصَرَ وَمَنْ أَبْصَرَ فَهِمَ وَمَنْ فَهِمَ عَلِمَ

  قد جاء في الحديث المرفوع حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا.

  قوله ومن خاف أمن أي من اتقى الله أمن من عذابه يوم القيامة.

  ثم قال ومن اعتبر أبصر أي من قاس الأمور بعضها ببعض واتعظ بآيات الله وأيامه أضاءت بصيرته ومن أضاءت بصيرته فهم ومن فهم علم.

  فإن قلت الفهم هو العلم فأي حاجة له إلى أن يقول ومن فهم علم قلت الفهم هاهنا هو معرفة المقدمات ولا بد أن يستعقب معرفة المقدمات معرفة النتيجة فمعرفة النتيجة هو العلم فكأنه قال من اعتبر تنور قلبه بنور الله تعالى ومن تنور قلبه عقل المقدمات البرهانية ومن عقل المقدمات البرهانية علم النتيجة الواجبة عنها وتلك هي الثمرة الشريفة التي في مثلها يتنافس المتنافسون