شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

نبذ من غريب كلام الإمام علي وشرحه لابن قتيبة

صفحة 125 - الجزء 19

  قال ابن قتيبة قوله الرداء الدين مذهب في اللغة حسن جيد ووجه صحيح لأن الدين أمانة وأنت تقول هو لك علي وفي عنقي حتى أؤديه إليك فكأن الدين لازم للعنق والرداء موضعه صفحتا العنق فسمى الدين رداء وكنى عنه به وقال الشاعر:

  إن لي حاجة إليك فقالت ... بين أذني وعاتقي ما تريد

  يريد بقوله بين أذني وعاتقي ما تريد في عنقي والمعنى أني قد ضمنته فهو علي وإنما قيل للسيف رداء لأن حمالته تقع موقع الرداء وهو في غير هذا الموضع العطاء يقال فلان غمر الرداء أي واسع العطاء قال وقد يجوز أن يكون كنى بالرداء عن الظهر لأنه يقع عليه يقول فليخفف ظهره ولا يثقله بالدين كما قال الآخر خماص الأزر يريد خماص البطون.

  وقال وبلغني نحو هذا الكلام عن أبي عبيد قال قال فقيه العرب من سره النساء ولا نساء فليبكر العشاء وليباكر الغداء وليخفف الرداء وليقل غشيان النساء قال فالنسء التأخير ومنه إِنَّمَا اَلنَّسِي ءُ زِيادَةٌ فِي اَلْكُفْرِ.

  وقوله فليبكر العشاء أي فليؤخره قال الشاعر

  فأكريت العشاء إلى سهيل

  ويجوز أن يريد فلينقص العشاء قال الشاعر

  والطل لم يفضل ولم يكر