شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

نبذ من غريب كلام الإمام علي وشرحه لابن قتيبة

صفحة 133 - الجزء 19

  رياض الجنة وفيه ثلاث أعين أنبتت بالضغث تذهب الرجس وتطهر المؤمنين عين من لبن وعين من دهن وعين من ماء جانبه الأيمن ذكر وفي جانبه الأيسر مكر ولو يعلم الناس ما فيه من الفضل لأتوه ولو حبوا.

  قال ابن قتيبة قوله أنبتت بالضغث أحسبه الضغث الذي ضرب أيوب أهله والعين التي ظهرت لما ركض الماء برجله قال والباء في بالضغث زائدة تقديره أنبتت الضغث كقوله تعالى {تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ}⁣[المؤمنون: ٢٠] وكقوله {يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ}⁣[الإنسان: ٦].

  و أما قوله في جانبه الأيمن ذكر فإنه يعني الصلاة وفي جانبه الأيسر مكر أراد به المكر به حتى قتل # في مسجد الكوفة.

  ومنها

  أن رسول الله ÷ بعث أبا رافع مولاه يتلقى جعفر بن أبي طالب لما قدم من الحبشة فأعطاه علي # حتيا وعكة سمن وقال له أنا أعلم بجعفر أنه إن علم ثراه مرة واحدة ثم أطعمه فادفع هذا السمن إلى أسماء بنت عميس تدهن به بني أخي من صمر البحر وتطعمهم من الحتي.

  قال ابن قتيبة الحتي سويق يتخذ من المقل قال الهذلي يذكر أضيافه:

  لا در دري أن أطعمت نازلكم ... قرف الحتي وعندي البر مكنوز