شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

نبذ مما قيل في السلطان

صفحة 155 - الجزء 19

  ٢٧٣ - يَا اِبْنَ آدَمَ لاَ تَحْمِلْ هَمَّ يَوْمِكَ اَلَّذِي لَمْ يَأْتِكَ عَلَى يَوْمِكَ اَلَّذِي قَدْ أَتَاكَ فَإِنَّهُ إِنْ يَكُ يَكُنْ مِنْ عُمُرِكَ يَأْتِ اَللَّهُ فِيهِ بِرِزْقِكَ قد تقدم هذا الفصل بتمامه واعلم أن كل ما ادخرته مما هو فاضل عن قوتك فإنما أنت فيه خازن لغيرك.

  وخلاصة هذا الفصل النهي عن الحرص على الدنيا والاهتمام لها وإعلام الناس أن الله تعالى قد قسم الرزق لكل حي من خلقه فلو لم يتكلف الإنسان فيه لأتاه رزقه من حيث لا يحتسب.

  وفي المثل يا رزاق البغاث في عشه وإذا نظر الإنسان إلى الدودة المكنونة داخل الصخرة كيف ترزق علم أن صانع العالم قد تكفل لكل ذي حياة بمادة تقيم حياته إلى انقضاء عمره