شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

نبذ مما قيل في السلطان

صفحة 177 - الجزء 19

  ٢٩١ - وَقَالَ # كُلُّ مُعَاجَلٍ يَسْأَلُ اَلْإِنْظَارَ وَكُلُّ مُؤَجَّلٍ يَتَعَلَّلُ بِالتَّسْوِيفِ قال الله سبحانه {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ ٩٩ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ١٠٠}⁣[المؤمنون: ٩٩ - ١٠٠] فهذا هو سؤال الإنظار لمن عوجل فأما من أجل فإنه يعلل نفسه بالتسويف ويقول سوف أتوب سوف أقلع عما أنا عليه فأكثرهم يخترم من غير أن يبلغ هذا الأمل وتأتيه المنية وهو على أقبح حال وأسوئها ومنهم من تشمله السعادة فيتوب قبل الموت وأولئك الذين ختمت أعمالهم بخاتمة الخير وهم في العالم كالشعرة البيضاء في الثور الأسود