شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

نبذ من الأقوال الحكيمة في الوعد والمطل

صفحة 272 - الجزء 19

  ٣٦٢ - وَقِيلَ لَهُ # لَوْ سُدَّ عَلَى رَجُلٍ بَابُ بَيْتٍ وَتُرِكَ فِيهِ مِنْ أَيْنَ كَانَ يَأْتِيهِ رِزْقُهُ فَقَالَ # مِنْ حَيْثُ يَأْتِيهِ أَجَلُهُ ليس يعني # أن كل من يسد عليه باب بيت فإنه لا بد أن يرزقه الله تعالى لأن العيان والمشاهدة تقتضي خلاف ذلك وما رأينا من سد عليه باب بيت مدة طويلة فعاش ولا ريب أن من شق أسطوانة وجعل فيها حيا ثم بنيت الأسطوانة عليه فإنه يموت مختنقا ولا يأتيه رزقه ولا حياته ولأن للحكماء أن يقولوا في الفرق بين الموضعين إن أجله إنما يأتيه لأن الأجل عدم الحياة والحياة تعدم لعدم ما يوجبها والذي يوجب استمرارها الغذاء فلما انقطع الغذاء حضر الأجل فهذا هو الوجه الذي يأتيه منه أجله ولا سبيل إلى ذكر مثله في حضور الرزق لمن يسد عليه الباب.

  فإذا معنى كلامه # أن الله تعالى إذا علم فيمن يجعل في دار ويسد عليه بابها أن في بقاء حياته لطفا لبعض المكلفين فإنه يجب على الله تعالى أن يديم حياته كما يشاء سبحانه إما بغذاء يقيم به مادة حياته أو