شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

نبذ مما قيل في حال الدنيا وهوانها واغترار الناس بها

صفحة 336 - الجزء 19

  نفى جنس الخير عن خير تتعقبه النار وهذا معنى صحيح وكلام منتظم وما هاهنا إن كانت نافية احتاجت إلى خبر ينتظم به الكلام وإن كانت استفهاما فسد المعنى لأن ما لفظ يطلب به معنى الاسم كقوله ما العنقاء أو يطلب به حقيقة الذات كقولك ما الملك ولست تطيق أن تدعي أن ما للاستفهام هاهنا عن أحد القسمين مدخلا لأنك تكون كأنك قد قلت أي شيء هو خير في خير تتعقبه النار وهذا كلام لا معنى له.