فصل فيما ورد في الطيب من الآثار
  تقول ليس الطيب إلا المسك والعنبر والبان قال فأين أنت عن ادهان بحجر يعني اليمامة قلت فكيف تقول ليس الطيب إلا المسك والعنبر والبان وادهان بحجر قال فأين أنت عن فأرة الإبل صادرة فرأيت أني قد أكثرت عليه فتركته قال وفأرة الإبل ريحها حين تصدر عن الماء وقد أكلت العشب الطيب.
  وفي فأرة الإبل يقول الشاعر:
  كأن فأرة مسك في مباءتها ... إذا بدا من ضياء الصبح تنتشر
  كان لأبي أيوب المرزباني وزير المنصور دهن طيب يدهن به إذا ركب إلى المنصور فلما رأى الناس غلبته على المنصور وطاعته له فيما يريده حتى إنه ربما كان يستحضره ليوقع به فإذا رآه تبسم إليه وطابت نفسه قالوا دهن أبي أيوب من عمل السحرة وضربوا به المثل فقالوا لمن يغلب على الإنسان معه دهن أبي أيوب.
  أعرابي فيها مدر كف ومشم أنف.
  وقال عيينة بن أسماء بن خارجة الفزاري:
  لو كنت أحمل خمرا حين زرتكم ... لم ينكر الكلب أني صاحب الدار
  لكن أتيت وريح المسك يقدمني ... والعنبر الورد مشبوبا على النار
  فأنكر الكلب ريحي حين خالطني ... وكان يألف ريح الزق والقار
  قال الأصمعي ذكر لأبي أيوب هؤلاء الذين يتقشفون فقال ما علمت أن القذر والذفر من الدين.
  ريح الكلب مثل في النتن قال الشاعر:
  ريحها ريح كلاب ... هارشت في يوم طل
  وقال آخر:
  يزداد لؤما على المديح كما ... يزداد نتن الكلاب في المطر