شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

نبذ مما قيل في التيه والفخر

صفحة 354 - الجزء 19

  لما بلغ الحسن بن علي # قول معاوية إذا لم يكن الهاشمي جوادا والأموي حليما والعوامي شجاعا والمخزومي تياها لم يشبهوا آباءهم فقال إنه والله ما أراد بها النصيحة ولكن أراد أن يفنى بنو هاشم ما في أيديهم فيحتاجوا إليه وأن يشجع بنو العوام فيقتلوا وأن يتيه بنو مخزوم فيمقتوا وأن يحلم بنو أمية فيحبهم الناس.

  كان قاضي القضاة محمد بن أبي الشوارب الأموي تائها فهجاه عبد الأعلى البصري فقال:

  إني رأيت محمدا متشاوسا ... مستصغرا لجميع هذي الناس

  ويقول لما أن تنفس خاليا ... نفسا له يعلو على الأنفاس

  ويح الخلافة في جوانب لحيتي ... تستن دون لحى بني العباس

  بعض الأموية:

  إذا تائه من عبد شمس رأيته ... يتيه فرشحه لكل عظيم

  وإن تاه تياه سواه فإنه ... يتيه لحمق أو يتيه للوم

  لبعض الأموية أيضا:

  ألسنا بني مروان كيف تبدلت ... بنا الحال أو دارت علينا الدوائر

  إذا ولد المولود منا تهللت ... له الأرض واهتزت إليه المنابر

  بعض التياهين:

  أتيه على إنس البلاد وجنها ... ولو لم أجد خلقا أتيه على نفسي

  أتيه فلا أدري من التيه من أنا ... سوى ما يقول الناس في وفي جنسي

  فإن زعموا أني من الإنس مثلهم ... فما لي عيب غير أني من الإنس