شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

نبذ مما قيل في التيه والفخر

صفحة 353 - الجزء 19

  شاوية ومشى خلف ناقته فأحرقته الرمضاء فقال أردفني قال لست من أرداف الملوك قال فادفع إلي نعليك قال ما بخل يمنعني يا ابن أبي سفيان ولكن أكره أن يبلغ أقيال اليمن أنك لبست نعلي ولكن امش في ظل ناقتي فحسبك بذاك شرفا ويقال إنه عاش حتى أدرك زمن معاوية فأجلسه معه على سريره.

  قيل لحكيم ما الشيء الذي لا يحسن أن يقال وإن كان حقا فقال الفخر.

  حبس هشام بن عبد الملك الفرزدق في سجن خالد بن عبد الله القسري فوفد جرير إلى خالد ليشفع فيه فقال له خالد ألا يسرك أن الله قد أخزى الفرزدق فقال أيها الأمير والله ما أحب أن يخزيه الله إلا بشعري وإنما قدمت لأشفع فيه قال فاشفع فيه في ملإ ليكون أخزى له فشفع فيه فدعا به فقال إني مطلقك بشفاعة جرير فقال أسير قسري وطليق كلبي فبأي وجه أفاخر العرب بعدها ردني إلى السجن.

  ذكر أعرابي قوما فقال ما نالوا بأناملهم شيئا إلا وقد وطئناه بأخامص أقدامنا وإن أقصى مناهم لأدنى فعالنا.

  نظر رجل إلى بعض ولد أبي موسى يختال في مشيته فقال ألا ترون مشيته كأن أباه خدع عمرو بن العاص.

  وسمع الفرزدق أبا بردة يقول كيف لا أتبختر وأنا ابن أحد الحكمين فقال أحدهما مائق والآخر فاسق فكن ابن أيهما شئت.

  نظر رسول الله ÷ إلى أبي دجانة وهو يتبختر بين الصفين فقال إن هذه مشية يبغضها الله إلا في هذا الموطن.