شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

طرائف حول الأسماء والكنى

صفحة 367 - الجزء 19

  وفي رسالة الجاحظ إلى أبي الفرج نجاح بن سلمة قد أظهر الله في أسمائكم وأسماء آبائكم وكناكم وكنى أجدادكم من برهان الفأل الحسن ونفي طيرة السوء ما جمع لكم صنوف الأمل وصرف إليكم وجوه الطلب فأسماؤكم وكناكم بين فرج ونجاح وسلامة وفضل ووجوهكم وأخلاقكم ووفق أعراقكم وأفعالكم فلم يضرب التفاوت فيكم بنصيب.

  أراد عمر الاستعانة برجل فسأله عن اسمه واسم أبيه فقال سراق بن ظالم فقال تسرق أنت ويظلم أبوك فلم يستعن به.

  سأل رجل رجلا ما اسمك فقال بحر قال أبو من قال أبو الفيض قال ابن من قال ابن الفرات قال ما ينبغي لصديقك أن يلقاك إلا في زورق.

  وكان بعض الأعراب اسمه وثاب وله كلب اسمه عمرو فهجاه أعرابي آخر فقال:

  ولو هيأ له الله ... من التوفيق أسبابا

  لسمى نفسه عمرا ... وسمى الكلب وثابا

  قالوا وكلما كان الاسم غريبا كان أشهر لصاحبه وأمنع من تعلق النبز به قال رؤبة:

  قد رفع العجاج ذكري فادعني ... باسمي إذا الأسماء طالت تكفني

  ومن هاهنا أخذ المعري قوله يمدح الرضي والمرتضى رحمهما الله:

  أنتم ذوو النسب القصير فطولكم ... باد على الكبراء والأشراف

  والراح إن قيل ابنة العنب اكتفت ... بأب عن الأسماء والأوصاف