شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

أقوال في العين والسحر والفأل والعدوى والطيرة

صفحة 378 - الجزء 19

  عن رأسه فقال المنصور الله أكبر تبعها والله رأسه فقال وكبا به فرسه فقال الله أكبر كبا والله جده وأصلد زنده فما الثالثة قال إنه قال لأصحابه أنا مقتول وإنما أخادع نفسي وإذا رجل ينادي آخر من الصحراء اليوم آخر الأجل يا فلان فقال الله أكبر انقضى أجله إن شاء الله وانقطع من الدنيا أثره فقتل في غد ذلك اليوم.

  تجهز النابغة الذبياني للغزو واسمه زياد بن عمرو مع زبان بن سيار الفزاري فلما أراد الرحيل سقطت عليه جرادة فتطير وقال ذات لونين تجرد غري من خرج فأقام ولم يلتفت زبان إلى طيرته فذهب ورجع غانما فقال:

  تطير طيرة يوما زياد ... لتخبره وما فيها خبير

  أقام كان لقمان بن عاد ... أشار له بحكمته مشير

  تعلم إنه لا طير إلا ... على متطير وهو الثبور

  بلى شيء يوافق بعض شيء ... أحايينا وباطله كثير

  حضر عمر بن الخطاب الموسم فصاح به صائح يا خليفة رسول الله فقال رجل من بني لهب وهم أهل عيافة وزجر دعاه باسم ميت مات والله أمير المؤمنين فلما وقف الناس للجمار إذا حصاة صكت صلعة عمر فأدمي منها فقال ذلك القائل أشعر والله أمير المؤمنين لا والله ما يقف هذا الموقف أبدا فقتل عمر قبل أن يحول الحول وقال كثير بن عبد الرحمن:

  تيممت لهبا أبتغي العلم عندها ... وقد صار علم العائفين إلى لهب