شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

أقوال في العين والسحر والفأل والعدوى والطيرة

صفحة 380 - الجزء 19

  وأمنع الياسمين الغض من حذري ... عليك إذ قيل لي نصف اسمه ياس

  وقال آخر:

  أهدت إليه سفرجلا فتطيرا ... منه وظل مفكرا مستعبرا

  خوف الفراق لأن شطر هجائه ... سفر وحق له بأن يتطيرا

  وقال آخر:

  يا ذا الذي أهدى لنا سوسنا ... ما كنت في إهدائه محسنا

  نصف اسمه سو فقد ساءني ... يا ليت إني لم أر السوسنا

  ومثله:

  لا تراني طوال دهري ... أهوى الشقائقا

  إن يكن يشبه الخدود ... فنصف اسمه شقا

  وكانوا يتفاءلون بالآس لدوامه ويتطيرون من النرجس لسرعة انقضائه ويسمونه الغدار.

  وقال العباس بن الأحنف:

  إن الذي سماك يا منيتي ... بالنرجس الغدار ما أنصفا

  لو أنه سماك بالآسة ... وفيت إن الآس أهل الوفا

  خرج كثير يريد عزة ومعه صاحب له من نهد فرأى غرابا ساقطا فوق بانة ينتف ريشه فقال له النهدي إن صدق الطير فقد ماتت عزة فوافى أهلها وقد أخرجوا جنازتها فقال:

  وما أعيف النهدي لا در دره ... وأزجره للطير لا عز ناصره

  رأيت غرابا ساقطا فوق بانة ... ينتف أعلى ريشه ويطايره