نكت في مذاهب العرب وتخيلاتها
  لا تركبوا راحلتي بعدي وعطلوها بحيث لا يشاهدها أعادي وأصادقي ذاهبة جائية تحت راكبها فيشمت العدو ويساء الصديق وقد أخطأ الخالع في مواضع عده من هذا الكتاب وأورد أشعارا في غير موضعها وظنها مناسبة لما هو فيه فمنها ما ذكرناه ومنها أنه ذكر مذهب العرب في الحلي ووضعه على اللديغ واستشهد عليه بقول الشاعر:
  يلاقي من تذكر آل ليلى ... كما يلقى السليم من العداد
  ولا وجه لإيراد هذا البيت في هذا الموضع فالعداد معاودة السم الملسوع في كل سنة في الوقت الذي لدغ فيه وليس هذا من باب الحلي بسبيل.
  ومن ذلك إيراده قول الفرزدق غلبتك بالمفقئ في باب فقء عيون الفحول إذا بلغت الإبل ألفا وقد تقدم شرحنا لموضع الوهم في ذلك وسنذكر هاهنا كثيرا من المواضع التي وهم فيها إن شاء الله.
  ومما ورد عن العرب في البلية قول بعضهم:
  أبني زودني إذا فارقتني ... في القبر راحلة برحل فاتر
  للبعث أركبها إذا قيل اركبوا ... مستوثقين معا لحشر الحاشر
  وقال عويم النبهاني:
  أبني لا تنسى البلية إنها ... لأبيك يوم نشوره مركوب