شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

نكت في مذاهب العرب وتخيلاتها

صفحة 391 - الجزء 19

  ومن تخيلات العرب ومذاهبها ما حكاه ابن الأعرابي قال كانت العرب إذا نفرت الناقة فسميت لها أمها سكنت من النفار قال الراجز:

  أقول والوجناء بي تقحم ... ويلك قل ما اسم أمها يا علكم

  علكم اسم عبد له وإنما سأل عبده ترفعا أن يعرف اسم أمها لأن العبيد بالإبل أعرف وهم رعاتها.

  وأنشد السكري:

  فقلت له ما اسم أمها هات فادعها ... تجبك ويسكن روعها ونفارها

  ومما كانت العرب كالمجتمعة عليه الهامة وذلك أنهم كانوا يقولون ليس من ميت يموت ولا يقتل إلا ويخرج من رأسه هامة فإن كان قتل ولم يؤخذ بثأره نادت الهامة على قبره اسقوني فإني صدية وعن هذا قال النبي ÷ لا هامة.

  وحكي أن أبا زيد كان يقول الهامة مشددة الميم إحدى هوام الأرض وأنها هي المتلونة المذكورة.

  وقيل إن أبا عبيد قال ما أرى أبا زيد حفظ هذا وقد يسمونها الصدى والجمع أصداء قال

  وكيف حياة أصداء وهام

  وقال أبو دواد الإيادي:

  سلط الموت والمنون عليهم ... فلهم في صدى المقابر هام