شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

فصل في الاستغفار والتوبة

صفحة 70 - الجزء 20

  ٤٣٤ - وَقَالَ #: إِنَّ لِلَّهِ عِبَاداً يَخْتَصُّهُمْ يَخْتَصُّهُمُ اَللَّهُ بِالنِّعَمِ لِمَنَافِعِ اَلْعِبَادِ فَيُقِرُّهَا فِي أَيْدِيهِمْ مَا بَذَلُوهَا فَإِذَا مَنَعُوهَا نَزَعَهَا مِنْهُمْ ثُمَّ حَوَّلَهَا إِلَى غَيْرِهِمْ قد ذكرنا هذا المعنى فيما تقدم وقد قالت الشعراء فيه فأكثروا وقريب من ذلك قول الشاعر:

  وبالناس عاش الناس قدما ولم يزل ... من الناس مرغوب إليه وراغب

  وأشد تصريحا بالمعنى قول الشاعر:

  لم يعطك الله ما أعطاك من نعم ... إلا لتوسع من يرجوك إحسانا

  فإن منعت فأخلق أن تصادفها ... تطير عنك زرافات ووحدانا