شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

عبد الله بن الزبير وذكر طرف من أخباره

صفحة 134 - الجزء 20

  عشرين ألفا بين كهل وفتى ... أجمع سكران من القوم ترى

  أم جمع ليث دونه ليث الشرى

  لما خرج الحسين # من مكة إلى العراق ضرب عبد الله بن عباس بيده على منكب ابن الزبير وقال:

  يا لك من قبرة بمعمر ... خلا لك الجو فبيضي واصفري

  ونقري ما شئت أن تنقري ... هذا الحسين سائر فأبشري

  خلا الجو والله لك يا ابن الزبير وسار الحسين إلى العراق فقال ابن الزبير يا ابن عباس والله ما ترون هذا الأمر إلا لكم ولا ترون إلا أنكم أحق به من جميع الناس فقال ابن عباس إنما يرى من كان في شك ونحن من ذلك على يقين ولكن أخبرني عن نفسك بما ذا تروم هذا الأمر قال بشرفي قال وبما ذا شرفت إن كان لك شرف فإنما هو بنا فنحن أشرف منك لأن شرفك منا وعلت أصواتهما فقال غلام من آل الزبير دعنا منك يا ابن عباس فو الله لا تحبوننا يا بني هاشم ولا نحبكم أبدا فلطمه عبد الله بن الزبير بيده وقال أتتكلم وأنا حاضر فقال ابن عباس لم ضربت الغلام والله أحق بالضرب منه من مزق ومرق قال ومن هو قال أنت.

  قال واعترض بينهما رجال من قريش فأسكتوهما.