شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

اختلاف العلماء في تفضيل بعض الشعراء على بعض

صفحة 160 - الجزء 20

  قالوا النابغة قال فهو أشعر العرب.

  قال وأخبرني أحمد قال حدثنا عمر قال حدثني علي بن محمد المدائني قال قام رجل إلى ابن عباس فقال له أي الناس أشعر قال أخبره يا أبا الأسود فقال أبو الأسود الذي يقول:

  فإنك كالليل الذي هو مدركي ... وإن خلت أن المنتأى عنك واسع

  يعني النابغة.

  قال أبو الفرج وأخبرني أحمد وحبيب عن عمر عن أبي بكر العليمي عن الأصمعي قال كان يضرب للنابغة قبة أدم بسوق عكاظ فتأتيه الشعراء فتعرض عليه أشعارها فأنشده مرة الأعشى ثم حسان بن ثابت ثم قوم من الشعراء ثم جاءت الخنساء فأنشدته:

  وإن صخرا لتأتم الهداة به ... كأنه علم في رأسه نار

  فقال لو لا أن أبا بصير يعني الأعشى أنشدني آنفا لقلت إنك أشعر الإنس والجن فقام حسان بن ثابت فقال أنا والله أشعر منها ومن أبيك فقال له النابغة يا ابن أخي أنت لا تحسن أن تقول:

  فإنك كالليل الذي هو مدركي ... وإن خلت أن المنتأى عنك واسع

  خطاطيف حجن في حبال متينة ... تمد بها أيد إليك نوازع

  قال فخنس حسان لقوله.

  قال وأخبرني أحمد وحبيب عن عمر عن الأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء