شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

37 - ومن كلام له # يجري مجرى الخطبة

صفحة 285 - الجزء 2

  وإلى آخر وقت فجعل الرضي ¦ ما التقطه منه سردا وصار عند السامع كأنه يقصد به مقصدا واحدا.

  فالفصل الأول وهو من أول الكلام إلى قوله واستبددت برهانها يذكر فيه مقاماته في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أيام أحداث عثمان وكون المهاجرين كلهم لم ينكروا ولم يواجهوا عثمان بما كان يواجهه به وينهاه عنه فهذا هو معنى قوله فقمت بالأمر حين فشلوا أي قمت بإنكار المنكر حين فشل أصحاب محمد ÷ عنه والفشل الخور والجبن.

  قال ونطقت حين تعتعوا يقال تعتع فلان إذا تردد في كلامه من عي أو حصر قوله وتطلعت حين تقبعوا امرأة طلعة قبعة تطلع ثم تقبع رأسها أي تدخله كما يقبع القنفذ يدخل برأسه في جلده وقد تقبع الرجل أي اختبأ وضده تطلع.

  قوله وكنت أخفضهم صوتا وأعلاهم فوتا يقول علوتهم وفتهم وشأوتهم سبقا وأنا مع ذلك خافض الصوت يشير إلى التواضع ونفي التكبر.

  وقوله فطرت بعنانها واستبددت برهانها يقول سبقتهم وهذا الكلام استعارة من مسابقة خيل الحلبة واستبددت بالرهان أي انفردت بالخطر الذي وقع التراهن عليه.

  الفصل الثاني فيه ذكر حاله # في الخلافة بعد عثمان يقول كنت لما وليت الأمر كالجبل لا تحركه القواصف يعني الرياح الشديدة ومثله العواصف.

  والمهمز موضع الهمز وهو العيب وكذاك المغمز.