فصل في ألفاظ الكنايات وذكر الشواهد عليها
  وإنهم يضحكون إن ضحكوا ... مني وأبكي أنا من الجوع
  وقال آخر:
  إذا لبسوا دكن الخزوز وخضرها ... وراحوا فقد راحت عليك المشاجب
  وروي أن كيسان غلام أبي عبيدة وفد على بعض البرامكة فلم يعطه شيئا فلما وافى البصرة قيل له كيف وجدته قال وجدته مشجبا من حيث ما أتيته وجدته.
  ويكنون عن الطفيلي فيقولون هو ذباب لأنه يقع في القدور قال الشاعر:
  أتيتك زائرا لقضاء حق ... فحال الستر دونك والحجاب
  ولست بواقع في قدر قوم ... وإن كرهوا كما يقع الذباب
  وقال آخر:
  وأنت أخو السلام وكيف أنتم ... ولست أخا الملمات الشداد
  وأطفل حين يجفى من ذباب ... وألزم حين يدعى من قراد
  ويكنون عن الجرب بحب الشباب قال الوزير المهلبي:
  يا صروف الدهر حسبي ... أي ذنب كان ذنبي
  علة خصت وعمت ... في حبيب ومحب
  دب في كفيه يا من ... حبه دب بقلبي
  فهو يشكو حر حب ... وشكاتي حر حب
  ويكنون عن القصير القامة بأبي زبيبة وعن الطويل بخيط باطل وكانت كنية مروان بن الحكم لأنه كان طويلا مضطربا قال فيه الشاعر:
  لحا الله قوما أمروا خيط باطل ... على الناس يعطي من يشاء ويمنع
  وفي خيط باطل قولان أحدهما أنه الهباء الذي يدخل من ضوء الشمس في الكوة