شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

فصل في ألفاظ الكنايات وذكر الشواهد عليها

صفحة 204 - الجزء 20

  يريد أن نعالهم سبت والسبت جلود البقر المدبوغة بالقرظ ولا تقربها الكلاب وإنما تأكل الكلاب غير المدبوغ لأنه إذا أصابه المطر دسمه فصار زهما.

  ويقولون للسيد لا يطأ على قدم أي هو يتقدم الناس ولا يتبع أحدا فيطأ على قدمه.

  ويقولون قد اخضرت نعالهم أي صاروا في خصب وسعة قال الشاعر:

  يتايهون إذا اخضرت نعالهم ... وفي الحفيظة أبرام مضاجير

  وإذا دعوا على إنسان بالزمانة قالوا خلع الله نعليه لأن المقعد لا يحتاج إلى نعل.

  ويقولون أطفأ الله نوره كناية عن العمى وعن الموت أيضا لأن من يموت فقد طفئت ناره.

  ويقولون سقاه الله دم جوفه دعاء عليه بأن يقتل ولده ويضطر إلى أخذ ديته إبلا فيشرب ألبانها.

  ويقولون رماه الله بليلة لا أخت لها أي ليلة موته لأن ليلة الموت لا أخت لها.

  ويقولون وقعوا في سلا جمل أي في داهية لا يرى مثلها لأن الجمل لا سلا له وإنما السلا للناقة وهي الجليدة التي تكون ملفوفة على ولدها.

  ويقولون صاروا في حولاء ناقة إذ صاروا في خصب.

  وكانوا إذا وصفوا الأرض بالخصب قالوا كأنها حولاء ناقة.