فصل في ألفاظ الكنايات وذكر الشواهد عليها
  ويقولون للصبي قد قطفت ثمرته أي ختن وقال عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير:
  ما زال عصياننا لله يرذلنا ... حتى دفعنا إلى يحيى ودينار
  إلا عليجين لم تقطف ثمارها ... قد طالما سجدا للشمس والنار
  ويقولون قدر حليمة أي لا غليان فيها.
  ويقولون لمن يصلي صلاة مختصرة هو راجز الصلاة.
  وقال أعرابي لرجل رآه يصلي صلاة خفيفة صلاتك هذه رجز.
  ويقولون فلان عفيف الشفة أي قليل السؤال وفلان خفيف الشفة كثير السؤال.
  وتكني العرب عن المتيقظ بالقطامي وهو الصقر.
  ويكنون عن الشدة والمشقة بعرق القربة يقولون لقيت من فلان عرق القربة أي العرق الذي يحدث بك من حملها وثقلها وذلك لأن أشد العمل كان عندهم السقي وما ناسبه من معالجة الإبل.
  وتكني العرب عن الحشرات وهوام الأرض بجنود سعد يعنون سعد الأخبية وذلك لأنه إذا طلع انتشرت في ظاهر الأرض وخرج منها ما كان مستترا في باطنها قال الشاعر:
  قد جاء سعد منذرا بحره ... موعدة جنوده بشره
  ويكني قوم عن السائلين على الأبواب بحفاظ سورة يوسف # لأنهم يعتنون بحفظها دون غيرها وقال عمارة يهجو محمد بن وهيب:
  تشبهت بالأعراب أهل التعجرف ... فدل على ما قلت قبح التكلف