شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

فصل في ألفاظ الكنايات وذكر الشواهد عليها

صفحة 212 - الجزء 20

  إذا خرس الفحل وسط الحجور ... وصاح الكلاب وعق الولد

  يريد أن الفحل إذا عاين الجيش والبارقة لم يلتفت لفت الحجور ولم يصهل وتنبح الكلاب أربابها لأنها لا تعرفهم للبسهم الحديد وتذهل المرأة عن ولدها رعبا فجعل ذلك عقوقا.

  ويقولون أصبح فلان على قرن أعفر وهو الظبي إذا أرادوا أصبح على خطر وذلك لأن قرن الظبي ليس يصلح مكانا فمن كان عليه فهو على خطر قال إمرؤ القيس:

  ولا مثل يوم بالعظالى قطعته ... كأني وأصحابي على قرن أعفرا

  وقال أبو العلاء المعري:

  كأنني فوق روق الظبي من حذر

  وأنشد ابن دريد في هذا المعنى:

  وما خير عيش لا يزال كأنه ... محلة يعسوب برأس سنان

  يعني من القلق وأنه غير مطمئن.

  ويقولون به داء الظبي أي لا داء به لأن الظبي صحيح لا يزال والمرض قل أن يعتريه ويقولون للمتلون المختلف الأحوال ظل الذئب لأنه لا يزل مرة هكذا ومرة هكذا ويقولون به داء الذئب أي الجوع.