شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

فصل في ألفاظ الكنايات وذكر الشواهد عليها

صفحة 213 - الجزء 20

  وعهد فلان عهد الغراب يعنون أنه غادر قالوا لأن كل طائر يألف أنثاه إلا الغراب فإنه إذا باضت الأنثى تركها وصار إلى غيرها.

  ويقولون ذهب سمع الأرض وبصرها أي حيث لا يدرى أين هو.

  وتقولون ألقى عصاه إذا أقام واستقر قال الشاعر:

  فألقت عصاها واستقر بها النوى ... كما قر عينا بالإياب المسافر

  ووقع القضيب من يد الحجاج وهو يخطب فتطير بذلك حتى بان في وجهه فقام إليه رجل فقال إنه ليس ما سبق وهم الأمير إليه ولكنه قول القائل وأنشده البيت فسري عنه.

  ويقال للمختلفين طارت عصاهم شققا.

  ويقال فلان منقطع القبال أي لا رأي له.

  وفلان عريض البطان أي كثير الثروة.

  وفلان رخي اللب أي في سعة.

  وفلان واقع الطائر أي ساكن.

  وفلان شديد الكاهل أي منيع الجانب.

  وفلان ينظر في أعقاب نجم مغرب أي هو نادم آيس قال الشاعر:

  فأصبحت من ليلى الغداة كناظر ... مع الصبح في أعقاب نجم مغرب

  وسقط في يده أي أيقن بالهلكة.

  وقد رددت يده إلى فيه أي منعته من الكلام.

  وبنو فلان يد على بني فلان أي مجتمعون.