شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

حديث عن إمرئ القيس

صفحة 219 - الجزء 20

  ٤٧٧ - وَقَالَ #: يَأْتِي عَلَى اَلنَّاسِ زَمَانٌ عَضُوضٌ يَعَضُّ اَلْمُوسِرُ فِيهِ عَلَى مَا فِي يَدَيْهِ وَلَمْ يُؤْمَرْ بِذَلِكَ قَالَ اَللَّهُ سُبْحَانَهُ {وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ}⁣[البقرة: ٢٣٧] يَنْهَدُ تَنْهَدُ فِيهِ اَلْأَشْرَارُ وَيُسْتَذَلُّ تُسْتَذَلُّ اَلْأَخْيَارُ وَيُبَايِعُ اَلْمُضْطَرُّونَ وَقَدْ نَهَى رَسُولُ اَللَّهِ ÷ عَنْ بَيْعِ اَلْمُضْطَرِّينَ زمان عضوض أي كلب على الناس كأنه يعضهم وفعول للمبالغة كالنفور العقوق ويجوز أن يكون من قولهم بئر عضوض أي بعيدة القعر ضيقة وما كانت البئر عضوضا فأعضت كقولهم ما كانت جرورا فأجرت وهي كالعضوض.

  وعض فلان على ما في يده أي بخل وأمسك.

  وينهد فيه الأشرار ينهضون إلى الولايات والرئاسات وترتفع أقدارهم في الدنيا ويستذل فيه أهل الخير والدين ويكون فيه بيع على وجه الاضطرار والإلجاء كمن بيعت ضيعته وهو ذليل ضعيف من رب ضيعة مجاورة لها ذي ثروة وعز وجاه فيلجئه بمنعه الماء واستذلاله الأكرة والوكيل إلى أن يبيعها عليه وذلك منهي عنه لأنه حرام محض