شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

نبذ وحكايات حول العفة

صفحة 239 - الجزء 20

  يا بني نمير ما أطعتم الله ولا الشاعر قال الله تعالى {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ}⁣[النور: ٣٠].

  و قال الشاعر:

  فغض الطرف إنك من نمير ... فلا كعبا بلغت ولا كلابا

  فأخجلتهم.

  وقال أبو صخر الهذلي من شعر الحماسة:

  لليلة منها تعود لنا ... من غير ما رفث ولا إثم

  أشهى إلى نفسي ولو برحت ... مما ملكت ومن بني سهم

  آخر:

  وما نلت منها محرما غير أنني ... أقبل بساما من الثغر أفلجا

  والثم فاها آخذا بقرونها ... وأترك حاجات النفوس تحرجا

  وأعف من هذا الشعر قول عبد بني الحسحاس على فسقه:

  لعمر أبيها ما صبوت ولا صبت ... إلي وإني من صبا لحليم

  سوى قبلة أستغفر الله ذنبها ... سأطعم مسكينا لها وأصوم

  وقال آخر:

  ومجدولة جدل العناق كأنما ... سنا البرق في داجي الظلام ابتسامها

  ضربت لها الميعاد ليست بكنة ... ولا جارة يخشى على ذمامها

  فلما التقينا قالت الحكم فاحتكم ... سوى خلة هيهات منك مرامها

  فقلت معاذ الله أن أركب التي ... تبيد ويبقى في المعاد أثامها