مفارقة جرير بن عبد الله البجلي لعلي
  فقد كان عليك أن تكره لهم ما كره رسول الله ÷، ألم تر عثمان وأهل الدار من أهل القبلة، فأما قومك فقد عصوا الله وخذلوا عثمان، والله سائلهم وسائلك عما كان يوم القيامة والسلام.
  قال: فكتب إليه محمد بن مسلمة: أما بعد، فقد اعتزل هذا الأمر من ليس في يده من رسول الله ÷ مثل الذي في يده قد أخبرني رسول الله ÷ بالذي هو كائن قبل أن يكون، فلما كان كسرت سيفي وجلست في بيتي واتهمت الرأي على الدين إذ لم يصح لي معروف آمر به ولا منكر أنهي عنه، وأما أنت، فلعمري ما طلبت إلا الدنيا، ولا اتبعت إلا الهوى، وإن تنصر عثمان ميتا فقد خذلته حيا والسلام.
مفارقة جرير بن عبد الله البجلي لعلي
  قد أتينا على ما أردنا ذكره من حال أمير المؤمنين # مذ قدم من حرب البصرة إلى الكوفة وما جرى بينه وبين معاوية من المراسلات، وما جرى بين معاوية وبين غيره من الصحابة من الاستنجاد والاستصراخ، وما أجابوه به، ونحن نذكر الآن ما جرى لجرير بن عبد الله عند عوده إلى أمير المؤمنين من تهمة الشيعة له بممالأة معاوية عليهم، ومفارقته جنبة أمير المؤمنين.
  قال نصر بن مزاحم: حدثنا صالح بن صدقة بإسناده، قال: قال لما رجع جرير