شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

44 - ومن كلام له # لما هرب مصقلة بن هبيرة الشيباني إلى معاوية

صفحة 119 - الجزء 3

٤٤ - ومن كلام له # لما هرب مصقلة بن هبيرة الشيباني إلى معاوية

  وكان قد ابتاع سبي بني ناجية من عامل أمير المؤمنين # وأعتقه، فلما طالبه بالمال خاس به وهرب إلى الشام، فقال: (قَبَحَ اَللَّهُ مَصْقَلَةَ فَعَلَ فِعْلَ اَلسَّادَةِ [اَلسَّادَاتِ] وَفَرَّ فِرَارَ اَلْعَبِيدِ فَمَا أَنْطَقَ مَادِحَهُ حَتَّى أَسْكَتَهُ وَلاَ صَدَّقَ وَاصِفَهُ حَتَّى بَكَّتَهُ وَلَوْ أَقَامَ لَأَخَذْنَا مَيْسُورَهُ وَاِنْتَظَرْنَا بِمَالِهِ وُفُورَهُ خاس به يخيس).

  ويخوس، أي: غدر به، وخاس فلان بالعهد: أي نكث.

  وقبح الله فلانا، أي: نحاه عن الخير، فهو مقبوح.

  والتبكيت كالتقريع والتعنيف والوفور مصدر وفر المال، أي: تم ويجيء متعديا ويروى موفوره والموفور التام، وقد أخذ هذا المعنى بعض الشعراء، فقال:

  يا من مدحناه فأكذبنا ... بفعاله وأثابنا خجلا

  بردا قشيبا من مدائحنا ... سربلت فاردده لنا سملا

  إن التجارب تهتك المستور من ... أبنائها وتبهرج الرجلا