شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

نسب بني ناجية

صفحة 120 - الجزء 3

نسب بني ناجية

  فأما القول في نسب بني ناجية، فإنهم ينسبون أنفسهم إلى سامة، بن لؤي، بن غالب، بن فهر، بن مالك، بن النضر، بن كنانة، بن خزيمة، بن مدركة، بن إلياس، بن مضر، بن نزار، بن معد، بن عدنان، وقريش تدفعهم عن هذا النسب، ويسمونهم بني ناجية، وهي أمهم، وهي امرأة سامة بن لؤي، بن غالب، ويقولون إن سامة خرج إلى ناحية البحرين مغاضبا لأخيه كعب بن لؤي في مماظة كانت بينهما، فطأطأت ناقته رأسها لتأخذ العشب، فعلق بمشفرها أفعى، ثم عطفت على قتبها فحكته به فدب الأفعى على القتب حتى نهش ساق سامة فقتله، فقال أخوه كعب بن لؤي يرثيه:

  عين جودي لسامة بن لؤي ... علقت ساق سامة العلاقه

  رب كأس هرقتها ابن لؤي ... حذر الموت لم تكن مهراقه

  قالوا: وكانت معه امرأته ناجية، فلما مات تزوجت رجلا في البحرين، فولدت منه الحارث ومات أبوه وهو صغير، فلما ترعرع طمعت أمه أن تلحقه بقريش، فأخبرته أنه ابن سامة بن لؤي بن غالب، فرحل من البحرين إلى مكة، ومعه أمه، فأخبر كعب بن لؤي أنه ابن أخيه سامة، فعرف كعب أمه ناجية فظن أنه صادق في دعواه فقبله ومكث عنده مدة حتى قدم مكة ركب من البحرين، فرأوا الحارث فسلموا عليه وحادثوه، فسألهم كعب بن لؤي من أين يعرفونه؟ فقالوا: هذا ابن رجل من بلدنا يعرف بفلان وشرحوا له خبره، فنفاه كعب عن مكة، ونفى أمه فرجعا إلى البحرين فكانا هناك، وتزوج الحارث فأعقب هذا العقب.