نبذ من كلام الحكماء في مدح القناعة وذم الطمع
  وقال بعض شعراء العجم:
  غلا السعر في بغداد من بعد رخصة ... وإني في الحالين بالله واثق
  فلست أخاف الضيق والله واسع ... غناه ولا الحرمان والله رازق
  قيل لعلي # لو سد على رجل باب بيت وترك فيه من أين كان يأتيه رزقه قال: من حيث كان يأتيه أجله.
  قال بعض الشعراء:
  صبرت النفس لا أجز ... # من حادثة الدهر
  رأيت الرزق لا يكسب ... بالعرف ولا النكر
  ولا بالسلف الأمثل ... أهل الفضل والذكر
  ولا بالسمر اللدن ... ولا بالخذم البتر
  ولا بالعقل والدين ... ولا الجاه ولا القدر
  ولا يدرك بالطيش ... ولا الجهل ولا الهذر
  ولكن قسم تجري ... بما ندري ولا ندري
  سجاء فتح بن شخرف إلى منزله بعد العشاء فلم يجد عندهم ما يتعشى به ولا وجد دهنا للسراج، وهم في الظلمة فجلس ليلة يبكي من الفرح ويقول: بأي يد قد كانت مني؟ بأي طاعة تنعم علي بأن أترك على مثل هذه الحال.
  لقي هرم بن حيان أويسا القرني، فقال: السلام عليك يا أويس بن عامر، فقال: وعليك السلام يا هرم بن حيان، فقال هرم: أما إني عرفتك بالصفة فكيف عرفتني؟ قال: إن أرواح المؤمنين لتشام كما تشام الخيل فيعرف بعضها بعضا، قال: أوصني،