شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

خروج علي لحرب معاوية وما دار بينه وبين أصحابه

صفحة 177 - الجزء 3

  وقال: وأمر علي # بهدم دار حنظلة فهدمت هدمها عريفهم شبث بن ربعي وبكر بن تميم، فقال حنظلة بهجوهما:

  أيا راكبا إما عرضت فبلغن ... مغلغلة عني سراة بني عمرو

  فأوصيكم بالله والبر والتقى ... ولا تنظروا في النائبات إلى بكر

  ولا شبث ذي المنخرين كأنه ... أزب جمال قد رغا ليلة النفر

  وقال أيضا: يحرض معاوية بن أبي سفيان:

  أبلغ معاوية بن حرب خطة ... ولكل سائلة تسيل قرار

  لا تقبلن دنية ترضونها ... في الأمر حتى تقتل الأنصار

  وكما تبوء دماؤهم بدمائكم ... وكما تهدم بالديار ديار

  وترى نساؤهم يجلن حواسرا ... ولهن من ثكل الرجال جؤار

  قال نصر: حدثنا عمر بن سعد عن سعد بن طريف عن أبي المجاهد عن المحل بن خليفة، قال: قام عدي بن حاتم الطائي بين يدي علي #، فحمد الله وأثنى عليه وقال: يا أمير المؤمنين، ما قلت إلا بعلم ولا دعوت إلا إلى حق ولا أمرت إلا برشد، ولكن إذا رأيت أن تستأني هؤلاء القوم وتستديمهم حتى تأتيهم كتبك، ويقدم عليهم رسلك فعلت، فإن يقبلوا يصيبوا رشدهم والعافية أوسع لنا ولهم