1 - فمن خطبة له # يذكر فيها ابتداء خلق السماء والأرض وخلق آدم
  واستدلوا عليه بقوله تعالى: {قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ ٩}[فصلت: ٩]، ثم قال: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ}[فصلت: ١١].
  ومنها أن الهاء في قوله: (فرفعه في هواء منفتق)، والهاء في قوله: (فسوى منه سبع سموات) إلى ما ذا ترجع فإن آخر المذكورات قبلها الزبد، وهل يجوز أن تكون السموات مخلوقة من زبد الماء الحق أن الضمائر ترجع إلى الماء الذي عب عبابه لا إلى الزبد، فإن أحدا لم يذهب إلى أن السماء مخلوقة من زبد الماء، وإنما قالوا: إنها مخلوقة من بخاره.
  ومنها أن يقال: إن البارئ سبحانه قادر على خلق الأشياء إبداعا واختراعا فما الذي اقتضى أنه خلق المخلوقات على هذا الترتيب، وهلا أوجدها إيجاد الماء الذي ابتدعه أولا من غير شي ء.
  فيقال: في جواب ذلك على طريق أصحابنا لعل إخباره للمكلفين بذلك على هذا الترتيب يكون لطفا بهم، ولا يجوز الإخبار منه تعالى إلا والمخبر عنه مطابق للإخبار.
  فهذا حظ المباحث المعنوية من هذا الفصل.
  ثم نشرع في تفسير ألفاظه: أما (الأجواء) فجمع جو، والجو هنا الفضاء العالي بين السماء والأرض، و (الأرجاء)