1 - فمن خطبة له # يذكر فيها ابتداء خلق السماء والأرض وخلق آدم
  الجوانب واحدها رجا مثل عصا، و (السكائك) جمع سكاكة، وهي أعلى الفضاء كما قالوا ذؤابة وذوائب والتيار الموج والمتراكم الذي بعضه فوق بعض، و (الزخار) الذي يزخر، أي يمتد ويرتفع والريح الزعزع الشديدة الهبوب، وكذلك القاصفة كأنها تهلك الناس بشدة هبوبها ومعنى قوله: (فأمرها برده) أي بمنعه عن الهبوط؛ لأن الماء ثقيل ومن شأن الثقيل الهوي، ومعنى قوله: (و سلطها على شدة) أي على وثاقة، كأنه سبحانه لما سلط البريح على منعه من الهبوط فكأنه قد شده بها وأوثقه ومنعه من الحركة، ومعنى قوله: (و قرنها إلى حده)، أي جعلها مكانا له أي جعل حد الماء المذكور، وهو سطحه الأسفل مما ساطح الريح التي تحمله وتقله، والفتيق المفتوق المنبسط والدفيق المدفوق واعتقم مهبها، أي جعل هبوبها عقيما والريح العقيم التي لا تلقح سحابا ولا شجرا، وكذلك كانت تلك الريح المشار إليها؛ لأنه سبحانه إنما خلقها لتمويج الماء فقط وأدام مربها أي ملازمتها أرب بالمكان مثل ألب به أي: لازمه.
  ومعنى قوله: (وعصفت به عصفها بالفضاء)، فيه معنى لطيف؛ يقول إن الريح إذا عصفت بالفضاء الذي لا أجسام فيه كان عصفها شديدا لعدم المانع، وهذه الريح عصفت بذلك الماء العظيم عصفا شديدا كأنها تعصف في فضاء لا ممانع لها فيه من الأجسام.
  والساجي الساكن والمائر الذي يذهب ويجيء وعب عبابه، أي: ارتفع أعلاه وركامه ثبجه وهضبه والجو المنفهق المفتوح الواسع، والموج المكفوف الممنوع من السيلان وعمد يدعمها يكون لها دعامة والدسار واحد الدسر وهي المسامير.
  والثواقب النيرة المشرقة وسراجا مستطيرا، أي: منتشر الضوء يقال: قد استطار