شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

فصول في العلم الإلهي

صفحة 224 - الجزء 3

  وصدقوا عنه أنه كان يطلق عليه كونه نورا لقول الله سبحانه: {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ}⁣[النور: ٣٥].

  و حكي عن محمد بن النعمان الأحول المعروف بشيطان الطاق، وهشام بن سالم المعروف بالجواليقي، وأبي مالك بن الحضرمي أنه نور على صورة الإنسان، وأنكروا مع ذلك أن يكون جسما، وهذه مناقضة ظاهرة.

  وحكي عن علي بن ميثم مثله وقد حكي عنه أنه كان يقول بالصورة والجسم.

  وحكي عن مقاتل بن سليمان، وداود الجواربي، ونعيم بن حماد المصري أنه في صورة الإنسان، وأنه لحم ودم، وله جوارح وأعضاء من يد ورجل ولسان ورأس وعينين، وهو مع ذلك لا يشبه غيره ولا يشبهه غيره وافقهم على ذلك جماعة من العامة ومن لا نظر له.

  وحكي عن داود الجواربي أنه قال: اعفوني من الفرج واللحية وسلوني عما وراء ذلك، وحكي عنه أنه قال: هو أجوف من فيه إلى صدره وما سوى ذلك مصمت.

  وحكى أبو عيسى الوراق أن هشام بن سالم الجواليقي كان يقول: إن له وفرة سوداء.

  وذهب جماعة من هؤلاء إلى القول بالمؤانسة، والخلوة، والمجالسة، والمحادثة.

  وسئل بعضهم عن معنى قوله تعالى: {فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ ٥٥}⁣[القمر: ٥٥]، فقال: يقعد معه على سريره ويغلفه بيده.

  وقال بعضهم: سألت معاذا العنبري، فقلت: أله وجه؟ فقال: نعم حتى عددت