شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

أباة الضيم وأخبارهم

صفحة 264 - الجزء 3

  قيل لشيخنا أبي عبد الله البصري ¦ أتجد في النصوص ما يدل على تفضيل علي # بمعنى كثرة الثواب لا بمعنى كثرة مناقبه، فإن ذاك أمر مفروغ منه فذكر حديث الطائر المشوي، وأن المحبة من الله تعالى إرادة الثواب، فقيل له: قد سبقك الشيخ أبو علي ¦ إلى هذا فهل تجد غير ذلك؟ قال: نعم.

  قول الله تعالى: (إِنَّ اَللَّهَ يُحِبُّ اَلَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ)، فإذا كان أصل المحبة لمن ثبت كثبوت البنيان المرصوص، فكل من زاد ثباته زادت المحبة له ومعلوم أن عليا # ما فر في زحف قط، وفر غيره في غير موطن.

  وقال أبو تمام:

  السيف أصدق أنباء من الكتب ... في حده الحد بين الجد واللعب

  بيض الصفائح لا سود الصحائف في ... متونهن جلاء الشك والريب

  والعلم في شهب الأرماح لامعة ... بين الخميسين لا في السبعة الشهب

  وقال أبو الطيب المتنبي:

  حتى رجعت وأقلامي قوائل لي ... المجد للسيف ليس المجد للقلم