الكاشف الأمين عن جواهر العقد الثمين،

محمد بن يحيى مداعس (المتوفى: 1351 هـ)

[الأحاديث الواردة في حرمان الشفاعة لأهل الكبائر مهما ماتوا مصرين عليها]

صفحة 399 - الجزء 2

  والسنة مملوءة من الأحاديث القاضية بأن أهل الكبائر لا يدخلون الجنة إلا من تاب، نسأل الله الجنة وحسن المآب.

[الأحاديث الواردة في حرمان الشفاعة لأهل الكبائر مهما ماتوا مصرين عليها]:

  الجهة الثالثة: في الأحاديث الواردة في حرمان الشفاعة أهل الكبائر مهما ماتوا مصرين عليها.

  وهذه الأحاديث وما يأتي بعدها في الجهة الرابعة كان محلها فصل الشفاعة الآتي إن شاء الله تعالى، إلا أنا ذكرناها في هذا الفصل حيث إن بعض المخالفين يسلمون ورود الوعيد على أهل الكبائر من هذه الأمة، ثم يَدَّعون أن الرسول ÷ يشفع لهم في عدم دخول النار أو في الخروج منها على خلاف بينهم، فكان ذكرها في هذا الفصل من إكمال الكلام على المسألة التي نحن بصددها.

  الحديث الثالث والثلاثون: أخرج السمان عن علي # قال ÷: «ثلاثة لا تنالهم شفاعتي: ناكح البهيمة، ولاوي الصدقة، والمنكَح من الذكور كما تنكح النساء».

  الحديث الرابع والثلاثون: أخرج الطبراني عن أبي أمامة قال ÷: «صنفان من أمتي لا تنالهما شفاعتي: سلطان ظلوم غشوم، وكل غالٍ مارق».

  الحديث الخامس والثلاثون: أخرج أبو نعيم في الحلية، والطبراني في الأوسط، عن جابر⁣(⁣١) عن واثلة قال ÷: «صنفان من أمتي لا تنالهما شفاعتي: القدرية والمرجئة».

  الحديث السادس والثلاثون: أخرج أحمد بن حنبل عن عثمان عن النبي ÷:


(١) في المعجم الأوسط حديثان بهذا اللفظ، أحدهما عن جابر، والآخر عن واثلة بن الأسقع، فلعل ما هنا عن جابر وعن واثلة.