الكاشف الأمين عن جواهر العقد الثمين،

محمد بن يحيى مداعس (المتوفى: 1351 هـ)

[فصل:] في الكلام على أهل الكبائر من هذه الأمة

صفحة 435 - الجزء 2

  وبعد، فهو مُعَاَرِض لأدلة العقل وقواطع النقل، وما كان كذلك فلا يقبل إجماعاً.

  وبعد، فإن فرضنا صحة ما فيه الاستشهاد لمدعى الخصم فقط أدى إلى تفريق الحديث، والحكم على بعضه بالصحة وبعضه بالوضع والبطلان مع اتحاد الراوي، فيقدح في الراوي، وشرط قبول الآحاد عدالة الراوي.

  وبعد، فالصلاة التي تعرف الملائكة من يخرجونهم بأثر سجودها إن كانت مقبولة فهي تنهى عن الفحشاء والمنكر، فأهلها ليسوا أهل كبائر فلا يدخلون النار، وإن كانت مردودة فلا أثر لها ولا ينفع سجودها.

  الحديث الخامس: ما أخرجه مسلم أيضاً بإسناده إلى أبي سعيد الخدري، وساق حديثاً بنحو الذي قبله بشأن الرؤية والمرور على الصراط، إلى قوله: «فوالذي نفسي بيده ما من أحد منكم بأشد مناشدة لله في استقصاء الحق من المؤمنين لله يوم القيامة لإخوانهم الذين في النار، يقولون: ربنا كانوا يصومون معنا ويصلون ويحجون، فيقال لهم: أخرجوا من عرفتم فتحرم صورهم على النار، فيخرجون خلقاً كثيراً قد أخذت النار إلى نصف ساقيه وإلى ركبتيه، ثم يقولون: ربنا ما بقي فيها أحدٌ ممن أمرتنا به، ثم يأمرهم أن يخرجوا من كان في قلبه مثقال دينار من خير، ثم من في قلبه مثقال نصف دينار، ثم من في قلبه مثقال ذرة من خير، إلى قوله: فيقول الله ø: شفعت الملائكة، وشفع النبيئون، وشفع المؤمنون، ولم يبق إلا أرحم الراحمين، فيقبض قبضة من النار فيخرج فيها قوماً لم يعملوا خيراً قط قد عادوا حمماً، فيلقيهم في نهر في أفواه الجنة إلى قوله: فيخرجون كاللؤلؤ في رقابهم الخواتم، يعرفهم أهل الجنة، هؤلاء عتقاء الله الذين أدخلهم الجنة بغير عمل عملوه ولا خيرٍ قدموه» إلى آخر الحديث.

  قلنا: وهذا الحديث أيضاً لا يصح؛ لأن فيما طوينا منه من الألفاظ الكفرية