الكاشف الأمين عن جواهر العقد الثمين،

محمد بن يحيى مداعس (المتوفى: 1351 هـ)

[فصل:] في الكلام على أهل الكبائر من هذه الأمة

صفحة 438 - الجزء 2

  من يخرج، ذكرهما السيوطي في الدر المنثور، وأخرج الأخير مسلم بأكثر مما ذكر.

  قلنا: أما كون الشفاعة هي المقام المحمود فلا تناكر، وأما أنه يخرج بها قوم من النار فقول صحابي موقوف عليه، ولا يسلم رفعه إلى النبي ÷ إن سلمنا صحة الرواية عن أبي سعيد في الأول وجابر في الثاني ®، ومعارضان بأكثر منهما وأصح إسناداً من رواية الموالف والمخالف.

  الحديث التاسع: ما يروونه من الحديث الطويل في كيفية الشفاعة يوم القيامة: من أن الله تعالى يجمع الأولين والآخرين في صعيد واحد، فيسمعهم الداعي، وينفذهم البصر، وقد بلغهم من الجهد ما بلغهم، فيأتون آدم ثم نوحاً ثم إبراهيم ثم موسى ثم عيسى يطلبون من كل واحد منهم $ الشفاعة، فيقول: لست هناك، ويذكر خطيئة له، ويدلهم على من ذكر بعده، حتى إذا كانوا عند عيسى # فاختلفت الروايات، ففي بعضها أنه لم يذكر ذنباً، وفي بعضها أنه يقول: إن لي خطيئة، إني عُبدت من دون الله، ائتوا محمداً ÷، فيأتونه فيقولون: يا محمد، أنت رسول الله وخاتم الأنبياء، وغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى ما نحن فيه، ألا ترى ما قد بلغنا. قال ÷: «فأنطلق فآتي تحت العرش فأقع ساجداً لربي، ثم يفتح علي ويلهمني من محامده وحسن الثناء عليه شيئاً لم يفتحه لأحد قبلي، ثم يقال: يا محمد، ارفع رأسك، سل تعطه، اشفع تشفع، فأرفع رأسي فأقول: يا رب أمتي أمتي، فيقال: أدخل الجنة من أمتك من لا حساب عليه من الباب الأيمن من أبواب الجنة، وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب، والذي نفس محمد بيده إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة لكما بين مكة وهجر أو كما بين مكة وبصرى» هذه إحدى روايات مسلم، وفيها: «ولم يذكر له ذنباً»، وهي عن أبي هريرة قال: أُتي رسول الله ÷ يوماً بلحم، فرفع إليه الذراع وكانت تعجبه، فنهش منها نهشة فقال: «أنا سيد الناس يوم القيامة، هل تدرون بما ذاك؟ يجمع الله تعالى يوم القيامة الأولين والآخرين» الخ، وأخرجه أيضاً