(ما هو الإيمان؟):
  الشرعي، فيكون من عطف العام على الخاص أو الخاص على العام؛ للتصريح وقطع مشاغبة أهل العناد وأهل النفاق أن مجرد النطق بالإيمان أو مجرد إظهار العمل أو مجرد اعتقاد صحة ما جاء به محمد ÷ ليس بكاف في حصول حقيقة الإيمان الشرعي لهم، واتصافهم به، حتى يستكملوا الاعتقاد بالجَنان والقول باللسان والعمل بالأركان، ويدخل فيه ترك القبائح؛ ولهذا قال تعالى: {وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ ٨ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلا أَنفُسَهُمْ} أي: يخادعون رسول الله ÷؛ لأن الله تعالى لا يخادع، لأن الخداع إيتاء الشخص بما يكره من جهة يحبها ولا يسلم أنه أريد بها خلاف ظاهرها، وهذا محال في حق الله تعالى؛ لأنه بكل شيء عليم، فالمراد يخادعون رسوله، لكن لما كان أمر الرسول ÷ من أمر الله تعالى أسندت المخادعة إليه ø مجازاً، أو أطلق الإيمان في قوله: {وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ}، وفي قوله: {وَالَّذِينَ آمَنُوا} ليفيد سلب الإيمان عنهم بجميع ركنيه، فبطل استدلال الخصم بهذه الآيات وجميع ما ماثلها في الكتاب أو السنة، وهذا واضح.
  وأما السنة: فأحاديث كثيرة بلغت حد التواتر المعنوي، وقد ذكر البخاري في صحيحه في كتاب الإيمان منها شيئاً واسعاً، وكذلك مُسْلِم في كتاب الإيمان من صحيحه إلا أنه لم يحفل بها مثل البخاري جمعها وبوب لكل عمل من الأعمال الصالحات باباً أنه من الإيمان، وكذلك أئمتنا $ جمعوا منها أحاديث كثيرة شهيرة كالمرشد بالله # في أماليه، ولنتبرك بشطر منها حسبما سنح وبالله التوفيق:
  أخرج ابن ماجه والطبراني عن علي # عن النبي ÷ أنه قال: «الإيمان معرفة بالقلب، وقول باللسان، وعمل بالأركان».
  وأخرج الشيرازي في الألقاب عن عائشة عنه ÷ أنه قال: «الإيمان بالله: إقرار باللسان، وتصديق بالقلب، وعمل بالأركان».
  وأخرج مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه عن أبي هريرة عنه ÷ أنه