الكاشف الأمين عن جواهر العقد الثمين،

محمد بن يحيى مداعس (المتوفى: 1351 هـ)

(فصل:) في الكلام في الموت والفناء وبعض أحوال الآخرة

صفحة 565 - الجزء 2

  التي مستهلها:

  لا يستزلك أقوامٌ بأقوالٍ ... ملفقاتٍ حرياتٍ بإبطالِ

  لا ترتضي غير آل المصطفى وَزَرَاً ... فالآلُ⁣(⁣١) حقٌ وغير الآلِ كالآلِ⁣(⁣٢)

  والإمام يعني القاسم بن محمد @ والقرميسيين من المعتزلة: بلا واسطة، وتعلق القدرة بالإعدام.

  قلت: وحكاه شارح الأساس عن جمهور أئمة أهل البيت $، وأبي الحسين الخياط، والخوارزمي، ومحمود الملاحمي وإن لم يقل بعدم الأجسام، قال: ذكره شارح الأبيات الفخرية. ولم يحكه الإمام يحيى # إلا عن الجاحظ والكرامية⁣(⁣٣) فقط، فقد تعارضت هذه الروايات عنهم، ولعله يفارق أصحابه إن صح موافقتهم للجاحظ جمعاً بين الروايات، وأن في الكلام سقطاً، والأصل وإن لم يقل أصحابه بعدم الأجسام، والله أعلم.

  فهذان القولان هما أصل الخلاف ومرجعه في كيفية فناء العالم هل عدم محض أم تمزيق وتبديد وتفريق، وقد ذكر القرشي وشارح الأساس خلافات كثيرة بين القائلين بالعدم المحض ترجع إلى التعليل، وذكر في الإرشاد الهادي عن شارح الأبيات الفخرية أن الخلاف في كيفية فناء العالم على ثمانية وعشرين مذهباً.

  ولما كانت الأقوال كلها ترجع إلى القولين المذكورين لم يكن بنا حاجة إلى ذكرها، وما يتمسك به كل قائل يقول وما يرد عليه، بل نحكي ما احتج به أهل القول بالعدم المحض وأهل القول بالتمزيق والتبديد والتفريق، وبالله التوفيق.

  حجة القائلين بأنه عدم محض قوله تعالى: {هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ}⁣[الحديد ٣]،


(١) الآل: آل المصطفى ÷.

(٢) الآل: السراب.

(٣) لعلها: الملاحمية كما تقدم أن الإمام يحيى حكاه عن الجاحظ والملاحمية.