الكاشف الأمين عن جواهر العقد الثمين،

محمد بن يحيى مداعس (المتوفى: 1351 هـ)

(فصل:) في الكلام في الموت والفناء وبعض أحوال الآخرة

صفحة 592 - الجزء 2

  رايات المنافقين ذود غريبة الإبل، قول الصادق المصدوق وقد خاب من افترى وأخرجه الحاكم عن علي بن أبي طلحة أيضاً بلفظ: إن لقيته وما أحسبك تلقاه يوم القيامة لتجدنه قائماً على حوض رسول الله ÷ يذود عنه رايات المنافقين، بيده عصا من عوسج، حدثنيه الصادق المصدوق الخ.

  وأخرج ابن المغازلي عن أنس قال ÷: «علي يوم القيامة على الحوض، لا يدخل الجنة إلا من جاء بجواز من علي بن أبي طالب».

  وأخرج الطبراني في الأوسط: «علي مع القرآن والقرآن مع علي، ولن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض»، أخرجه عن أم سلمة، وأخرجه الحاكم أيضاً عنها ^، وابن حجر عن الطبراني عنها، وذكره ابن حجر في الصواعق عن ابن أبي شيبة عن عبد الرحمن بن عوف بزيادة.

  وأخرج الخوارزمي عن أبي هريرة وجابر بن عبد الله قالا: قال رسول ÷: «علي بن أبي طالب صاحب حوضي، فيه الأكواب كعدد النجوم، وسعة حوضي ما بين الجابِية⁣(⁣١) إلى صنعاء».

  وروى ابن المغازلي عن جابر بن عبد الله خبراً طويلاً في فتح خيبر قاله ÷ لعلي #: «وأنت غداً في الآخرة أقرب الخلق مني، وأنت على الحوض خليفتي، إلى قوله: لا يرد عليّ الحوض مبغض لك، ولا يغيب عنه محب لك»، فخر علي # ساجداً وقال: الحمد لله الذي مَنَّ عَلَيَّ بالإسلام، وعلمني القرآن، وحببني إلى خير البرية الخ.

  وأخرج الخوارزمي في فصوله عن زيد بن علي @ خبراً طويلاً بنحو الأول إلى قوله: «وأنت في الآخرة أقرب الناس مني، وإنك غداً على الحوض خليفتي


(١) الجابية - بكسر الباء وياء مخففة -: قربة من أعمال دمشق ثم من عمل الجيدور من ناحية الجولان قرب مرج الصفر في شمال خوارن. (من معجم البلدان).