(فصل:) في الكلام في الموت والفناء وبعض أحوال الآخرة
  تذود عنه المنافقين، وأنت أول من يرد عليّ الحوض، وأنت أول داخل الجنة، وإن شيعتك على منابر من نور رُوَاء مرويين، مبيضة وجوههم حولي، أشفع لهم فيكونون في الجنة (غداً) جيراني، وإن عدوك غداً ظُمَاءٌ مظميين، مسودة وجوههم، إلى قوله: لا يرد عليّ الحوض مبغض لك، ولا يغيب عنه محب لك» قال: فخررت لله ساجداً وحمدته على ما أنعم به عليّ من الإسلام والقرآن، وحببني إلى خاتم النبيين الخ.
  وأخرج الخوارزمي في فصوله عن الإمام علي بن موسى الرضا، عن آبائه، عن علي #، قال ÷: «يا علي: إني سألت ربي (فيك)(١) خمس خصال فأعطاني: أما أولها: فسألت ربي أن تنشق عني الأرض وأنفض التراب عن رأسي وأنت معي فأعطاني، وأما الثانية: فسألت ربي أن يوقفني عند كفة الميزان وأنت معي فأعطاني، وأما الثالثة: فسألت ربي أن يجعلك حامل لوائي، وهو لواء الله الأكبر، عليه المفلحون الفائزون بالجنة فأعطاني، وأما الرابعة: فسألت ربي أن تسقي أمتي من حوضي فأعطاني، وأما الخامسة: فسألت ربي ان يجعلك قائد أمتي إلى الجنة فأعطاني، فالحمد لله الذي مَنَّ علَيَّ بذلك».
  وأخرج الطبراني في الأوسط أن الحسن بن علي @ قال لمعاوية بن خديج: يا معاوية، إياك وبغضنا، فإن رسول الله ÷ قال: «لا يبغضنا ولا يحسدنا أحد إلا ذيد عن الحوض بسياط من نار».
  وروى الثعلبي عن أبي هريرة قال ÷: «يرد عليّ رهط من أصحابي يوم القيامة فيجلون عن الحوض، فأقول: يا رب أصحابي أصحابي، فيقال: لا علم لك بما أحدثوا، إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى»، قال صاحب تفريج الكروب #: وهذا حديث صحيح ثابت في الأمهات بألفاظ كثيرة مختلفة ومتفقة.
(١) ما بين القوسين من (المناقب) للخوارزمي.