(فصل:) في الكلام في الموت والفناء وبعض أحوال الآخرة
  وأخرج أحمد بن حنبل عن أبي سعيد قال ÷: «أعطيت في علي خمس خصال هي أحب إلي من الدنيا وما فيها، أما واحدة: فهو كَاب بين يدي الله تعالى حتى يفرغ من الحساب، وأما الثانية: فلواء الحمد بيده، آدم ومن ولد تحته، وأما الثالثة: فواقف على عُقر حوضي يسقي من عرف من أمتي، وأما الرابعة: فساتر عورتي ومسلمي إلى ربي، وأما الخامسة: فلست أخشى عليه أن يرجع زانياً بعد إحصان».
  وأخرج ابن مردويه عن أنس قال ÷: «أعطيت الكوثر نهر في الجنة عرضه وطوله ما بين المشرق والمغرب، لا يشرب منه أحد فيظمأ، ولا يتوضأ أحد منه فيشعث(١) أبداً، لا يشربه إنسان أخفر ذمتي ولا قتل أهل بيتي».
  نقلت هذه الجملة من تفريج الكروب من مواضع وأبواب متعددة.
  وفي أنوار اليقين ما لفظه: وأما حديث الحوض ففي ذلك ما رويناه عنه ÷ أنه قال: «إذا كان يوم القيامة أقف على الحوض وأنت يا علي والحسن والحسين تسقون شيعتنا وتطردون أعداءنا»، وروى هنالك إجماع العترة $ على أن الحوض لهم يعني علياً والحسنين $ وأنهم الذين يسقون، وإجماعهم حجة على ما تقدم، واستدل على ذلك بقول الله تعالى: {إِنَّ الأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا ٥ عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا ٦ يُوفُونَ بِالنَّذْرِ}[الإنسان]، فَبَيَّنَ أن الذين يفجرونها ويستخرجونها ويسقون منها هم الذين يوفون بالنذر، قال: لأن هذا كله نزل فيهم $ على ما سنبينه إنشاء الله تعالى في سبب نزول: {هَلْ أَتَى عَلَى الإنسَانِ}[الإنسان ١]، انتهى باختصار.
  وفي صواعق ابن حجر الهيثمي ما لفظه: وأخرج الطبراني بسند ضعيف إلى الحسن ¥: «لا يبغضنا ولا يحسدنا أحد إلا ذيد عن الحوض يوم القيامة
(١) قال في هامش التصريح الشعث: الوسخ، ورجل شعث: وسخ الجسد، (انتهى مصباح). من حاشية على الأصل.