الكاشف الأمين عن جواهر العقد الثمين،

محمد بن يحيى مداعس (المتوفى: 1351 هـ)

(فصل:) في الكلام في الموت والفناء وبعض أحوال الآخرة

صفحة 594 - الجزء 2

  وأخرج أحمد بن حنبل عن أبي سعيد قال ÷: «أعطيت في علي خمس خصال هي أحب إلي من الدنيا وما فيها، أما واحدة: فهو كَاب بين يدي الله تعالى حتى يفرغ من الحساب، وأما الثانية: فلواء الحمد بيده، آدم ومن ولد تحته، وأما الثالثة: فواقف على عُقر حوضي يسقي من عرف من أمتي، وأما الرابعة: فساتر عورتي ومسلمي إلى ربي، وأما الخامسة: فلست أخشى عليه أن يرجع زانياً بعد إحصان».

  وأخرج ابن مردويه عن أنس قال ÷: «أعطيت الكوثر نهر في الجنة عرضه وطوله ما بين المشرق والمغرب، لا يشرب منه أحد فيظمأ، ولا يتوضأ أحد منه فيشعث⁣(⁣١) أبداً، لا يشربه إنسان أخفر ذمتي ولا قتل أهل بيتي».

  نقلت هذه الجملة من تفريج الكروب من مواضع وأبواب متعددة.

  وفي أنوار اليقين ما لفظه: وأما حديث الحوض ففي ذلك ما رويناه عنه ÷ أنه قال: «إذا كان يوم القيامة أقف على الحوض وأنت يا علي والحسن والحسين تسقون شيعتنا وتطردون أعداءنا»، وروى هنالك إجماع العترة $ على أن الحوض لهم يعني علياً والحسنين $ وأنهم الذين يسقون، وإجماعهم حجة على ما تقدم، واستدل على ذلك بقول الله تعالى: {إِنَّ الأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا ٥ عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا ٦ يُوفُونَ بِالنَّذْرِ}⁣[الإنسان]، فَبَيَّنَ أن الذين يفجرونها ويستخرجونها ويسقون منها هم الذين يوفون بالنذر، قال: لأن هذا كله نزل فيهم $ على ما سنبينه إنشاء الله تعالى في سبب نزول: {هَلْ أَتَى عَلَى الإنسَانِ}⁣[الإنسان ١]، انتهى باختصار.

  وفي صواعق ابن حجر الهيثمي ما لفظه: وأخرج الطبراني بسند ضعيف إلى الحسن ¥: «لا يبغضنا ولا يحسدنا أحد إلا ذيد عن الحوض يوم القيامة


(١) قال في هامش التصريح الشعث: الوسخ، ورجل شعث: وسخ الجسد، (انتهى مصباح). من حاشية على الأصل.