الكاشف الأمين عن جواهر العقد الثمين،

محمد بن يحيى مداعس (المتوفى: 1351 هـ)

(فصل:) في الكلام في الموت والفناء وبعض أحوال الآخرة

صفحة 595 - الجزء 2

  بسياط من النار»، وفي رواية له ضعيفة أيضاً من قصة طويلة: أنت الساب علياً، لئن وردت عليه الحوض وما أراك ترده لتجدنه مشمراً حاسراً عن ذراعيه يذود الكفار والمنافقين عن حوض رسول الله ÷، قول الصادق المصدوق محمد ÷.

  وأخرج الطبراني: «يا علي، معك يوم القيامة عصا من عصي الجنة تذود بها المنافقين عن الحوض».

  وأحمد: «أعطيت في علي خمساً هي أحب إلي من الدنيا وما فيها: أما واحدة: فهو بين يدي الله حتى يفرغ من الحساب، وأما الثانية: فلواء الحمد بيده، آدم ومن ولد تحته، وأما الثالثة: فواقف على عقر حوضي يسقي من عرف من أمتي» الحديث.

  ومرّ خبر أنه ÷ قال لعلي: «إن عدوك يردون عليّ الحوض ظماء مقمحين». انتهى من الصواعق بلفظه.

  وما ذكره من ضعف الرواية عن الحسن # فلعله يشير أن في رجالها من يجرح بالتشيع، والله أعلم، وذلك في الحقيقة تزكية، مع أن ذلك قد مرّ من رواية الذهبي في النبلاء والحاكم كلاهما عن علي بن أبي طلحة مولى بني أمية، فلا يضر بعد ذلك تضعيف ابن حجر ما أسنده الطبراني إلى الحسن #، والأمر كما قيل:

  لهوى النفوس سريرة لا تعلم⁣(⁣١)

  وفي الكشاف ما لفظه: وعن النبي ÷ أنه قرأها حين نزلت عليه، فقال: «أتدرون ما الكوثر؟ نهر في الجنة وعدنيه ربي فيه خير كثير». وروى في صفته: أحلى من العسل، وأشد بياضاً من اللبن، وأبرد من الثلج، وألين من الزبد، حافتاه الزبرجد، وأوانيه من فضة عدد نجوم السماء، لا يظمأ من شرب منه أبداً الخ ما ذكره، وقد مر وجه الجمع بين هذا وبين الأحاديث في صفة الحوض أنه لا


(١) تمامه: كم حار فيها عالم متكلم.