(فصل:) في الكلام في الموت والفناء وبعض أحوال الآخرة
  وأخرج ابن النجار من حديث أنس قال: قال رسول الله ÷: «لما عرج بي إلى السماء أتيت على نهر في السماء السابعة عجاج يطرد، أقوم من السهم، وإذا حافتاه قباب در مجوف، فقلت: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذا الكوثر الذي أعطاك ربك، فذقته فإذا هو أحلى من العسل، وأشد بياضاً من اللبن، فضربت بيدي إلى حافتيه فإذا حافته مسك أذفر، وضربت بيدي إلى رضاضه فإذا هو در».
  والأحاديث في الحوض وصفته وبيان طوله وعرضه كثيرة، والمقصود هنا ما أشار إليه حفظه الله في البيت من أن أمير المؤمنين يسقي الأنام في ذلك المقام، كما أخرجه الطبراني من حديث أبي سعيد قال: قال رسول الله ÷: «يا علي، معك يوم القيامة عصا من عصي الجنة تذود بها المنافقين عن الحوض»، ثم ذكر الحديث السابق المنقول من تفريج الكروب المخرج عن أحمد بن حنبل عن أبي سعيد بزيادة في آخره: «ولا كافر بعد إيمان».
  وأخرج الفقيه العلامة ابن المغازلي الشافعي بسنده إلى ابن عباس قال: قال رسول الله ÷: «علي يوم القيامة على الحوض، لا يدخل الجنة إلا من جاء بجواز من علي بن أبي طالب»، وقال ÷: «إذا كان يوم القيامة أقف على الحوض وأنت يا عليُّ والحسن والحسين تسقيان شيعتنا، وتطردان عدونا «إلى قوله: فهذه المنقبة الشريفة التي قصدها حماه الله في البيت، وهي التي أشار إليها الإمام المنصور بالله # في قوله:
  يَسْقِي ويُقْصِي بعضَهم بالعِصِي
  وأشار إليها بعض الآل، ويقال إنه زين العابدين # بقوله:
  فنحن على الحوضِ رواده ... نذودُ ونُسعِدُ وُرَّادَهُ
  وما فاز من فاز إلا بنا ... وما خاب مَنْ حُبُّنَا زَادُهُ
  ومن سرنا نال منا السرور ... ومن ساءَنا ساءَ ميلادُهُ